قد يبدو لأول وهلة وكأنّه أمر مستحيل على الله أن يصدر منه عمل مثل هذا، لأنّ عقلنا يرفض ولا يقبل به. فكيف لله العلي أن ينزل إلى مستوى البشر؟ حاشا لله العلي أن يتساوى ومخلوقه الإنسان. الحق يُقال إنّه بتفكيرنا هذا، نضفي على الله تعالى صفة العجز وعدم القدرة على فعل ما يشاء. فكيف لا يظهر في جسد بشري وهو القدير على كل شيء؟ فلماذا يستحيل عليه التجسد؟ أليس هو القادر على كل شيء؟ فالتجسّد بالنسبة له ليس بمستحيل، ما دام لا يتعارض مع صفاته وقدرته، ودون أن يفقد أو يقلل من سلطانه وجلاله السامي. إنّ في تجسد الله وحلوله بين البشر سمواً عظيماً. ففكرة التجسّد ليست وليدة فكر الإنسان بل هي إعلان من الله للبشرية جمعاء، وهي التي انقسمت فيما بينها بين مصدِّق ومكذّب، إلى مؤمن وجاحد. »لِأَنَّهُمْ لَمَّا عَرَفُوا اللّهَ لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا فِي أَفْكَارِهِمْ، وَأَظْلَمَ قَلْبُهُمُ الْغَبِيُّ« (رومية 1:21).
كان الله في القديم يعلن عن ذاته للبشر بواسطة الأنبياء والرسل والملائكة خدامه الأطهار. إلا أنّه أخيراً أعلن عن ذاته من خلال المسيح يسوع كلمته المتجسّد. فالمسيح هو سر الله المعلن. الكلمة الذي صار بشراً. فمعرفتنا المسيح يسوع هي معرفة الله الصمد، كما صرّح يسوع بقوله: »اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ... أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 14:9-10).
الله في المسيحية، كما قال الدكتور ميشيل الحايك »هو غيب وحضور«. فليس هو ذلك الإله البعيد في سمائه، المحجوب عن عباده، بل أصبح حاضراً في المسيح يسوع وفي المؤمنين به، ومحجوباً وغائباً عن أولئك الذين امتنعوا عن قبول إعلانه في المسيح يسوع. فالمسيح يسوع هو التنزيل ذاته. وهذا أعمق ما يمكن أن يكشفه الله لعباده. ففي المسيحية نجد ذروة الإعلان أو التنزيل. كلمة الله صار بشراً وخاطبنا مباشرة. وكان لا بد من أن يتّخذ لنفسه هيئة مثلنا ليكلمنا من خلالها، كي نفهم عنه أمره ونهيه ونسلك في النهج الذي ارتضاه لنا.
كان الوحي قبل المسيح إلهاماً وتنزيلاً، فصار في المسيح كشفاً ذاتياً. قال المسيح له المجد: »أَنِّي أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ؟ الْكَلَامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الْآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 14:10-11). كما نقرأ في الانجيل أيضا: »اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلِابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الْآبِ هُوَ خَبَّرَ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 1:18). والبنوة في المسيحية لا يراد بها المعنى الحرفي للكلمة، وكأن لله مولود. حاشا لله هذا، بل إنها تحمل معنى روحياً محضاً لا صلة لها بالمفهوم البشري الذي يحمل فكرة التناسل كما هو الحال مع البشر، ولا الفيض كأن الله فاض عنه فكره فتجسد في المسيح كما هو التصور عند فلاسفة الإغريق قديماً ولا هو تحول وتطور الإنسان الى الألوهية. بل البنوة تعني إعلان الله أي الوحي المنظور.
كان الله في القديم يعلن عن ذاته للبشر بواسطة الأنبياء والرسل والملائكة خدامه الأطهار. إلا أنّه أخيراً أعلن عن ذاته من خلال المسيح يسوع كلمته المتجسّد. فالمسيح هو سر الله المعلن. الكلمة الذي صار بشراً. فمعرفتنا المسيح يسوع هي معرفة الله الصمد، كما صرّح يسوع بقوله: »اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الْآبَ... أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 14:9-10).
الله في المسيحية، كما قال الدكتور ميشيل الحايك »هو غيب وحضور«. فليس هو ذلك الإله البعيد في سمائه، المحجوب عن عباده، بل أصبح حاضراً في المسيح يسوع وفي المؤمنين به، ومحجوباً وغائباً عن أولئك الذين امتنعوا عن قبول إعلانه في المسيح يسوع. فالمسيح يسوع هو التنزيل ذاته. وهذا أعمق ما يمكن أن يكشفه الله لعباده. ففي المسيحية نجد ذروة الإعلان أو التنزيل. كلمة الله صار بشراً وخاطبنا مباشرة. وكان لا بد من أن يتّخذ لنفسه هيئة مثلنا ليكلمنا من خلالها، كي نفهم عنه أمره ونهيه ونسلك في النهج الذي ارتضاه لنا.
كان الوحي قبل المسيح إلهاماً وتنزيلاً، فصار في المسيح كشفاً ذاتياً. قال المسيح له المجد: »أَنِّي أَنَا فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ؟ الْكَلَامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ لَسْتُ أَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الْآبَ الْحَالَّ فِيَّ هُوَ يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ. صَدِّقُونِي أَنِّي فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 14:10-11). كما نقرأ في الانجيل أيضا: »اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلِابْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الْآبِ هُوَ خَبَّرَ« (الانجيل حسب البشير يوحنا 1:18). والبنوة في المسيحية لا يراد بها المعنى الحرفي للكلمة، وكأن لله مولود. حاشا لله هذا، بل إنها تحمل معنى روحياً محضاً لا صلة لها بالمفهوم البشري الذي يحمل فكرة التناسل كما هو الحال مع البشر، ولا الفيض كأن الله فاض عنه فكره فتجسد في المسيح كما هو التصور عند فلاسفة الإغريق قديماً ولا هو تحول وتطور الإنسان الى الألوهية. بل البنوة تعني إعلان الله أي الوحي المنظور.