نقرّ نحن المسيحيين بأنّ الله هو الخالق المدبّر. خالق الكل، ما في السماء وما على الارض. ما يُرى وما لا يُرى. خلقني وجميع الكائنات. خلق الكون بأكمله من العدم، إذ قال له: »كن« فكان »بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا. يَجْمَعُ كَنَدٍّ أَمْوَاهَ الْيَمِّ. يَجْعَلُ اللُّجَجَ فِي أَهْرَاءٍ... لِأَنَّهُ قَالَ فَكَانَ. هُوَ أَمَرَ فَصَارَ« (مزمور 33:6-9).
الكائنات بأجمعها هي منه وإليه. هو صنعها بكلمة من فمه أو بالأحرى بنسمة منه. وهذا الخالق المدبّر الذي نسمّيه »الله« هو غير محجوب عن عباده. إنّه معلن في خلقه. وهذا لا يعني مطلقاً بأنّه في الأشياء والأشياء فيه، أو أنّ الوجود كلّه هو الله والله هو الأشياء كلها، أو الوجود مظهر من مظاهره كما يدّعي بعض الفلاسفة. بل إنّ الموجودات بأسرها تشهد بوجوده شهادة حيّة وتخبر بعمل يديه. إنّ الله هو خالق العالم ومدبّره بكل ما فيه، فالكون برمته يعود الى علة أولى أو مبدإ أول، هو الله في المسيحية المعلن عنه في الكتاب المقدس، هو الذي تحمده السموات والأرض والشمس والنجوم وكل الموجودات: »اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللّهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ« (مزمور 19:1). كل الموجودات هي من صنع يديه وهي ملك له كما صرّح سبحانه على لسان خادمه ونبيّه داود: »لِلرَّبِّ الْأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا« (مزمور 24:1).
هذا الخالق سبحانه مبدع في خلقه، واحد في الجوهر أي في الذات وليس في الشكل. هو بسيط غير مركب. لا شريك له في خلقه. هو واحد في الصفات. بمعنى: لا يوجد تعارض بين صفاته ولا تغيير أو تطور فيه، كما هو الحال معنا نحن البشر. هو روح غير مخلوق. أبدي أزلي. لم ولن يفنى. كل المخلوقات فانية إلا هو، فهو الأزلي الأبدي القديم الغير الحدث، موجود بذاته. يبصر كل الأشياء ولا تخفى عليه خافية. كله قوة وحكمة. الآب والابن والروح القدس الله الواحد الاحد. وهذا الثالوث هو الذي يميّز المسيحية عن سواها من أديان التوحيد.
قدّم مرة أحد المسيحيين إيضاحاً عملياً عن فكرة الثالوث المسيحي، من أجل تقريب الفكرة إلى الأذهان، فوضع كمية من الماء في ثلاثة أنابيب، ووضع الأنابيب الثلاثة على درجات متفاوتة من الحرارة من دون الصفر حتى درجة الغليان والتبخر، حتى أصبح بإمكان المرء مشاهدة الماء على الأشكال الثلاثة داخل الأنبوب: جامداً وسائلاً وبخاراً. وبما أنّ أصل الماء الجامد والسائل والبخار واحد، هكذا يمكننا أن نقول عن فكرة الثالوث في المسيحية. فالله واحد في الجوهر. وسنتحدث عن هذا الموضوع بأكثر تفصيل في الفصول القادمة، لنوضح فكرة الثالوث في العقيدة المسيحية والتي هي بعيدة كل البعد عن الشرك كما يتوهم البعض.
فالمسيحية تشدّد على الايمان بالله الواحد الأحد، ثم علاقة الله بخليقته. إن لله صلة وثيقة بمخلوقاته، فهو ليس كما يتصوره البعض أن ليس له ارتباط بالبشرية، أي أنه خلق العالم ثم تركه يتخبط في مشاكله، أو أن علاقة الله بالعالم كعلاقة صانع آلة بالآلة صنعها ثم تركها تدور بغير حاجة إليه. هذا الفكر لاينسجم مع التعليم الكتابي الذي أعلن لنا عن ذات الله في الثالوث الموحّد: الآب والابن والروح القدس. الذي هو في اتصال مستمر بخليقته.
الكائنات بأجمعها هي منه وإليه. هو صنعها بكلمة من فمه أو بالأحرى بنسمة منه. وهذا الخالق المدبّر الذي نسمّيه »الله« هو غير محجوب عن عباده. إنّه معلن في خلقه. وهذا لا يعني مطلقاً بأنّه في الأشياء والأشياء فيه، أو أنّ الوجود كلّه هو الله والله هو الأشياء كلها، أو الوجود مظهر من مظاهره كما يدّعي بعض الفلاسفة. بل إنّ الموجودات بأسرها تشهد بوجوده شهادة حيّة وتخبر بعمل يديه. إنّ الله هو خالق العالم ومدبّره بكل ما فيه، فالكون برمته يعود الى علة أولى أو مبدإ أول، هو الله في المسيحية المعلن عنه في الكتاب المقدس، هو الذي تحمده السموات والأرض والشمس والنجوم وكل الموجودات: »اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللّهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ« (مزمور 19:1). كل الموجودات هي من صنع يديه وهي ملك له كما صرّح سبحانه على لسان خادمه ونبيّه داود: »لِلرَّبِّ الْأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا« (مزمور 24:1).
هذا الخالق سبحانه مبدع في خلقه، واحد في الجوهر أي في الذات وليس في الشكل. هو بسيط غير مركب. لا شريك له في خلقه. هو واحد في الصفات. بمعنى: لا يوجد تعارض بين صفاته ولا تغيير أو تطور فيه، كما هو الحال معنا نحن البشر. هو روح غير مخلوق. أبدي أزلي. لم ولن يفنى. كل المخلوقات فانية إلا هو، فهو الأزلي الأبدي القديم الغير الحدث، موجود بذاته. يبصر كل الأشياء ولا تخفى عليه خافية. كله قوة وحكمة. الآب والابن والروح القدس الله الواحد الاحد. وهذا الثالوث هو الذي يميّز المسيحية عن سواها من أديان التوحيد.
قدّم مرة أحد المسيحيين إيضاحاً عملياً عن فكرة الثالوث المسيحي، من أجل تقريب الفكرة إلى الأذهان، فوضع كمية من الماء في ثلاثة أنابيب، ووضع الأنابيب الثلاثة على درجات متفاوتة من الحرارة من دون الصفر حتى درجة الغليان والتبخر، حتى أصبح بإمكان المرء مشاهدة الماء على الأشكال الثلاثة داخل الأنبوب: جامداً وسائلاً وبخاراً. وبما أنّ أصل الماء الجامد والسائل والبخار واحد، هكذا يمكننا أن نقول عن فكرة الثالوث في المسيحية. فالله واحد في الجوهر. وسنتحدث عن هذا الموضوع بأكثر تفصيل في الفصول القادمة، لنوضح فكرة الثالوث في العقيدة المسيحية والتي هي بعيدة كل البعد عن الشرك كما يتوهم البعض.
فالمسيحية تشدّد على الايمان بالله الواحد الأحد، ثم علاقة الله بخليقته. إن لله صلة وثيقة بمخلوقاته، فهو ليس كما يتصوره البعض أن ليس له ارتباط بالبشرية، أي أنه خلق العالم ثم تركه يتخبط في مشاكله، أو أن علاقة الله بالعالم كعلاقة صانع آلة بالآلة صنعها ثم تركها تدور بغير حاجة إليه. هذا الفكر لاينسجم مع التعليم الكتابي الذي أعلن لنا عن ذات الله في الثالوث الموحّد: الآب والابن والروح القدس. الذي هو في اتصال مستمر بخليقته.